الحقونا البطالة ترفع شعار التمرد
إن العاطل شخص لا ينفع الدولة ولا المجتمع سواء كان متعلما أو غير متعلم ، والدولة من جهتها أصبحت لا تبحث عن نفعه حتى ولو كان خبيرا في اختصاصه متفردا في علمه ومهاراته وفي المقابل لا يضرها ولا ينبغي له أن يسعى لذلك بموجب الواجب والقانون والأنظمة ، فهو إذن شخص لا يكلف الدولة ولا يثقل كاهلها ماديا لأنها لا تعوضه عن عطالته من خزينتها ولا تصرف له ضمانا اجتماعيا ولا تضمن له تأمينا أو تغطية صحية ، إنه بهذا المعنى واحد من الشعب في الواجبات وصفر في الحقوق ، وبذلك يمكن تغيير اسم البطالة الى عطاله لأن الذي لا يعمل يطلق عليه وصف عاطل ، وهو الشخص الذي لا عمل لديه وقد بحث بجدية عن عمل خلال عدد محدد من الأيام الماضية الا انه فشل او انه الشخص الذى ينتظر لاستدعائه لعمل بعد الاستغناء عن خدماته ، أو ينتظر لإبلاغه عن عمل جديد خلال عدد محدد من الأيام00وعموما إن مشكلة البطالة من اخطر المشكلات التى تواجهنا نظرا لما لها من آثار سلبية خطيرة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية ، فحينما ننظر الى البطالة كظاهرة نربط بينها وبين المظاهر السلبية الخطيرة فى المجتمع كالإقصاء الاجتماعي والفقر والتهميش وهدر الطاقات والكفاءات ، وعلاقاتها بالجريمة والعنف والتطرف والإرهاب والانحرافات الشاذة وكل المظاهر الاجتماعية غير السليمة التي يمكن أن حدثت حينما استفحلت هذه الظاهرة ووصلت إلى الباب المسدود ، كما تركت الكثير من المشاكل الاقتصادية والنفسية والاجتماعية والأمنية والسياسية يعانى منها فئة عريضه من فئات المجتمع الا وهو جيل الشباب الذى يعتبر جيل العمل والإنتاج لأنه جيل القوة والطاقة والمهارة والخبرة ، فهناك فئة من الشباب تعانى من البطالة لأنها تفكر في بناء أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية بالاعتماد على انفسهم من خلال العمل والإنتاج لا سيما ذوي الكفاءات والخريجين الذين أمضوا الشطر المهم من حياتهم في الدراسة والتخصص واكتساب الخبرات العملية ، وفئة أخرى تعاني من آثار البطالة بسبب نقص التأهيل وعدم توافر الخبرات لديهم ، لتَدني مستوى تعليمهم وإعدادهم من قِبَل حكوماتهم أو أولياء أمورهم وبالتالي يعانون من الفقر والحاجة والحرمان وتخلف أوضاعهم الصحية أو تأخرهم عن الزواج وتكوين الأسرة أو عجزهم عن تحمل مسئولية أسرهم ، وهذه الفئات العاطلة قد نفذ صبرها ولم تعد تؤمن بالوعود والآمال المعطاة لها و هي ترفع شعار التململ والتمرد ولا يمكن لومها ولكن لا يمكن تشجيعها على المس بممتلكات الوطن وأمنه ، ولكن لابد أن نلتمس لهم العذر خاصة وانه فى مقابل مرارة ظروفهم هناك فئات أخرى من المجتمع منغمسة في ترف المادة ورغد العيش وفى نفس الوقت لا يملكون اى مقومات علمية او كفاءات اوصلتهم لهذا الرغد من العيش ومنهم من لم يهتم بأن يصل الى مستوى من الكفاءة معتمدا على الثروة التى يمتلكها او التى ورثها دون تعب او كلل
كتب/ محمد صالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق